مجـــرد حـــدوتة ...







كان في مرة بنوتة

عاشت طول عمرها برا بلدها

كانت ديما مع باباها ومامتها واخواتها

كانوا كل حياتها

فجأة كبرت البنوتة

وخلصت ثانويتها

وصممت انها تروح في بلدها كليتها

وماكانتش تعرف العالم ف بلدها عامل ازاي

رجعت بلدها

فجآة لقت نفسها لوحدها

مفيش حد حواليها غير اختها

كل واحد منهم بقه في عالم

بعيد خالص عن عالم التاني

بدأت رحلة معاناتها

دخلت كلية مش حباها ولا كانت تعرفها

تاهت في بلدها

بين اهلها وناسها

عاشت وحيدة

بتفكر بعقل طفلة وهي كبيرة

الايام علمتها

وتاهت وسطيها

مرة واتنين وتلاتة

عرفت ناس وناس

وشافت ناس وناس

وغصب عنها اتعلمت

ازاي تبقه كبيرة حتى لو سنها صغير

اتجرحت من ناس وناس

ولأن من طبعها السكوت

غصب عنها اتعلمت

تسكت حتى لو اتآلمت

ولان من طبعها تسامح

كانت بتسامح كل ال يجرحها

وعلى قلبها يدوس ويقسى

ومرت الايام ..

ودق قلبها

لأول واحد عرفته

واتقدم لها

وراح خطبها

لكن زي حكايات أول حب

ديما مابيكملش

ولحظة من اللحظات

حست بالفشل في كل حاجة

حبها

دراستها

صداقتها

حتى اهلها بعيد عنها

ماعرفتش لمين تشكي جرحها

كانت تنام دمعتها على خدها

ولا حد حاسس بهمها

كانت بتدعي وتقول ياارب

والحمدلله من رحمة ربنا

خفف وهون كربها

ومرت الايام ..

وكل يوم

تقابل ناس

وتتجرح من ناس

وغصب عنها اتعلمت

ازاي تقسى وتجرح

ومرت الايام ..

والبنوتة الملاك

بدأت تجرح ناس وناس

وتقسى على ناس وناس

وهي فاكرة انها

بكده بتحمي نفسها

وبتبعد الناس عنها

لانها خايفة على قلبها

يتجرح تاني

ويتآلم تاني

وقفلت خالص على قلبها

وعاشت بس لوحدها

بس لانها مش كده

ولان القسوة والجرح مش من طبعها

دعت ربنا

انها ترجع لأصلها

دعت ربنا

مايموتش الاحساس ف قلبها

دعت ربنا

ان كل الناس تحبها

ومحدش يجرح قلبها

ومرت الايام ..

والبنوتة بتكبر

وكل مدى تفكيرها بيتغير

كل يوم بتكبر وبتتعلم

وكانت ديما بينها وبين نفسها

تقول يارب قويني على ال جواية

وهون عليا فرقة ممتي وبابايه

ويارب محدش يحس احساسي

ويعيش وحدتي ويدوق مر كآسي

ومرت الايام ..

ومحدش حاسس بيها

وناس كتير حواليها

منهم ال بيضحك ومنهم ال بيستهزأ ومستخف بيها

وديما بالليل

لوحدها

في اوضتها على سريرها ومخدتها

تشكي لربنا حالها

وتقول يارب هون عليا

مين جمبها يمسح دمعتها

مين جمبها يخفف حزنها

مين جمبها يداوي جرحها

مفيش غير رب العالمين

ومرت الايام ..

وهي لوحدها

تنام وتصحى لوحدها

ودمعتها مابتفارقش خدها

وهي ديما مع نفسها


حتى آكلها وشربها لوحدها

ولسه بتمر الايام

والله اعلى واعلم بال جاي

دي كانت الحدوتة

ال لسه بتعيشها البنوتة



ولسه الحدوتة ماكملتش ......

ليست هناك تعليقات: