وكــــــانت .. محطـــــة




وكانت محطة
عاشت كم هائل من الآيام
عاصرت أُناس ..
أُناس بقلوب سامية
وأُناس اخرى بقلوب متحجرة قاسية
على مر السنين
جفت منها ينابيع الحنان
رحل عنها الحب الصادق وأخذ معه الأمآن
آخذ معه أجمل الأمآني والأحلآم
رحل وترك ورآءه أناس في محطات الانتظار
تنتظر عودته
وظل غائباً !!
أيامآ وليآل
وظلت الليالي باردة مظلمة
تملآها الكوابيس الموحشة
القاسية .. الموجعة
ومرت نسمة دافئة
ظنها المنتظرين بداية حلم جديد
فكانت بداية لعاصفة من كوابيس الآلم والاحزان
عصفت بهم
فرقتهم
آّلمتهم بشدة .. قست عليهم
جعلت كل منهم في مكان بعيدا عن الآخر
وظل الآلم يشتد .. وظلت المسافات بينهم تزداد بُعداً
فغفّوا .. ومشوا في ذاك البرد المؤلم
مشوا وسط القسوة البشرية .. والطعنات المؤلمة
ازداد حجم الآلم .. وتمزقت قلوبهم
وتناثرت معاناتهم .. على آرصفة المحطة
فبكت الارصفة أوجاع القلوب
وظلت تدعو .. تنادي وتصرخ
أين انت أيها القطار
أين انت ياقطار الرآفة والرحمة
أين انت ياقطار الحنان والمحبة
فوجئت بصوت يئن .. متعب
صادر من القلوب المنثورة عليها
لا تصرخي ايتها الارصفة
فمهما كانت معاناتي
مهما كان حجم آلامي وآهاتي
ممن سكنوني وعاشوا داخلي
مهما ازدادت قسوتهم وحجم طعناتي
فحبي لهم اكبر مما يتخيلون
فأنا مسامحهم مهما يفعلون
ظلت الارصفة صامتة مندهشة
وردت بصوت خافت مندهش
كيف ..
ولماذا ..
وهل مازال بداخلك حباً لهم
وباتت تذكر تلك القلوب
بما أصابها منهم
فإبتسمت القلوب وهي تتآلم
بداخلي بصيص آمل
انهم لي عائدون
وانهم لي محبون
ولقيمتي سيعرفون
حينما أغيب عنهم بعض الوقت
سيتذكروني
ويعودون ..
فلن يجدوا من يحبهم مثلي
ولن يجدوا مكانا آمن غيري
لن يجدوا أدفأ وأوفى مني
فضحكت الارصفة يا لكِ من قلوب
ودعت رب العباد ان تلتئم جراحها
ولا زالت الشمس غائبة عن تلك المحطة
ولا زال قطآر الحب غائباً عنها
ولا زالت القلوب صامتة متئلمة
تنتظر الرحمة من رب العبــاد